■ الإمامة في ذرية الحسين عليه السلام دون الحسن عليه السلام .
* كثيرا ما ، المخالفون يأتون ويسألون الشيعة الأبرار أنه لماذا صارت الإمامة في ذرية الحسين عليه السلام دون الحسن عليه السلام ؟
* بعضهم يقول : لأنكم فرس ومجوس لهذا جعلتم الإمامة في السجاد عليه السلام لأن أمه كانت فارسية من أصل مجوسي .
* بعضهم يقول : لأنكم حقدتم على الحسن عليه السلام لأنه صالح معاوية وتنازل عن الإمامة ، ولهذا أبيتم أن تكون الإمامة في ذريته .
الجواب على هذا الإدعاء السخيف :
● الإمامة كما جاء عن الإمام الرضا عليه السلام : هي منزلة الأنبياء ، و إرث الأوصياء انّالإمامة خلافة اللّه ، و خلافة الرسول صلى الله عليه و آله ...الخ . وخلافة الله لا تكون إلا بتعيين الله عزوجل . كما جاء في التنزيل العزيز : إني جاعل في الأرض خليفة . فالله سبحانه شاء أن تنتقل الإمامة في ذرية الحسين عليه السلام دون الحسن عليه السلام . كما أن الله شاء أن تنتقل النبوة في ولد هارون دون موسى عليهما السلام . فهل لنا أن نعترض على الله عزوجل ونقول : لماذا جعلت النبوة في هارون دون موسى عليهما السلام ؟! وقد وردت في هذا المضمون روايات كثيرة عندنا وأيضا عند مخالفينا ولكن مع الأسف لا يقيمون وزنا لهذه الروايات ، أنقل روايتين من كتبنا اجتنابا عن الإطالة :
1- عن هشام بن سالم قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام الحسن أفضل أم الحسين؟ فقال : الحسن أفضل من الحسين ، قلت : فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أحب أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين ، ألا ترى أنهما كانا شريكين في النبوة ، كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة؟ وإن الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون.
قلت : فهل يكون إمامان في وقت؟
قال : لا إلا أن يكون أحدهما صامتا مأموما لصاحبه ، والآخر ناطقا إماما لصاحبه وأما أن يكونا إمامين ناطقين في وقت واحد فلا.
قلت : فهل تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ؟
قال : لا إنما هي جارية في عقب الحسين عليه السلام كما قال الله عزوجل : « وجعلها كلمة باقية في عقبه » ثم هي جارية في الاعقاب وأعقاب الاعقاب إلى يوم القيامة. ( كمال الدين ص 232 )
2- عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبدالله عليه السلام قال قلت له : أخبرني عن خروج الامامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين عليه السلام كيف الحجة فيه؟ قال : لما حضر الحسين عليه السلام ما حضره من أمر الله لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه ولا يوصي بها فيهم لقول الله : « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه ، وكانوا أولى بالامامة فأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها فصارت الامامة إلى الحسين عليه السلام ، وحكمت بها الاية لهم فهي فيهم إلى يوم القيامة .
● فنلاحظ أن في كلتا الروايتين لم يحتج الإمام عليه السلام بأنه لأن الحسين عليه السلام تزوج بفارسية أو لأن الحسن عليه السلام صالح معاوية . وهذه دعاوى أسخف من أن يرد عليها . لأن لو كانت هذه الدعاوى صحيحة ، على الأقل لوجدنا جذورا منها في المصادر الفرقة الحقة ، أما لا نجد شيئا من هذا القبيل في مصادر الفرقة الحقة بل نجد خلاف ذلك .
لأن لو كان الشيعة يفضلون الحسين على الحسن عليهما السلام لقالوا أن الحسين عليه السلام أفضل من الحسن عليه السلام ، ولكنا نجد خلاف ذلك ، بل يرددون ما قال أئمتهم عليهم السلام بأن الحسن أفضل من الحسين عليه السلام .
شارك
أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:
0 التعليقات:
إرسال تعليق