الأحد، 14 يناير 2018

هل الدين إلا الحب


بسم الله الرحمن الرحيم
بحث عن الحب بعنوان: «هل الدين إلا الحب»
----------------------------------------------------------
معنى الحبّ
الحُبُّ: هو شعور بالانجذاب الميل والإعجاب إلى شخص ما أو شيء ما، وهو شعور نبيل طاهر، لا معنى للحياة دونه، وإنّ الحب من أسس الإسلام، وقد حثّ عليه.
وللتعرف عليه أكثر نذكر ما قاله أحباب الله محمد واله صلى الله عليه واله عن الحب ونذكر بعض أقسامه:-

١- حب الله عز وجل
* قال الإمام زين العابدين عليه السلام: "إلهي... ما أطيب طعم حبِّك، وما أعذب شرب قربك!".
"إلهي من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلاً، ومن ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولاً؟!".
"إلهيّ لئن أدخلتني النار لأخبرنّ أهلها أنّي أحبّك".
* قال أمير المؤمنين عليه السلام: "حبّ الله نار لا يمرّ على شيء إلا احترق ، ونور الله لا يطّلع على شيء إلا أضاء ، وسحاب الله ما يظهر من تحته شيء إلا غطاه ، وريح الله ما تهب في شيء إلا حركته ، وماء الله يحيا به كل شيء ، وأرض الله ينبت منها كل شيء ، فمن أحبّ الله أعطاه كل شيء من المال والملك".
* قال الصادق عليه السلام: "لا يمحض رجل الإيمان بالله ، حتى يكون الله أحب إليه من نفسه وأبيه و أمه وولده وأهله وماله ، ومن الناس كلهم".
* قال النبي صلى الله عليه واله عن جبرائيل: قال الله تبارك وتعالى: ".. لا يزال عبدي يبتهل إليّ حتى أحبه ، ومن أحببته كنت له سمعاً وبصراً ويداً وموئلاً ، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته".

٢- حبُّ النبي وآله صلى الله عليه واله
* الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "لا يكون العبد مؤمنًا حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه ومن ولده وماله وأهله".
* الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: "لا يؤمن عبد حتّى أكون أحبّ إليه من نفسه، ويكون عترتي أحبّ إليه من عترته".
* قال الإمام الباقر عليه السلام: "ما أحبّنا عبد إلاّ حشره الله معنا ، وهل الدين إلاّ الحبّ؟ قال عزّ وجلّ: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾.

٣- الحبُّ في الله (حبُّ المؤمنين)
* قال النبي صلى الله عليه وآله: "إنّ أوثق عرى الإسلام أن تحبَّ في الله، وتبغض في الله".
"أفضل الأعمال الحبُّ في الله، والبغض في الله".
"المودَّة في الله أقرب نسب".
"إنّ حول العرش منابر من نور، عليها قوم لباسهم ووجوههم نور، ليسوا بأنبياء، يغبطهم الأنبياء والشهداء"، قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء؟ قال صلى الله عليه وآله: "هم المتحابّون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاورون في الله".
"ودُّ المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شُعَب الإيمان".
* عن سماعة بن مهران: قال لي أبو عبد الله: "يا سماعة، كيف حبّك لإخوانك"؟ قلت: جعلت فداك، والله إنّي أحبّهم وأودّهم، قال: "يا سماعة، إذا رأيت الرجل شديد الحبّ لإخوانه، فهكذا هو في دينه".
* عن الإمام الصادق عليه السلام: "ما التقى مؤمنان قطّ إلاّ كان أفضلهما أشدّ حبًّا لأخيه".
"إنّ المتحابّين في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم ونور أجسادهم، ونور منابرهم كلّ شيء حتّى يُعرفوا، فيُقال: هؤلاء المتحابّون في الله".

٤- حب الزوحين
* قال الإمام الصادق عليه السلام: كلما زاد حب الرجل لزوجه كان إيمانه بالله أكثر".
* عنه صلى الله عليه وآله: "إذا نظر العبد إلى وجه زوجه، ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة، فإذا أخد بكفِّها وأخذت بكفِّه تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما".

٥- الحب العفيف (الطاهر)
هو حب بريء تمكن من قلب الانسان بغير اختياره خالي من أي فعل محرم وهو عبارة عن شعور داخلي في القلب تجاه شخص ولا يخبره به.
* عن رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه و آله: "مَن عَشِقَ وكَتَمَ وعَفَّ وصَبَرَ ، غَفَرَ اللهُ لَهُ وأدخَلَهُ الجَنَّةَ".
"خِيارُ اُمَّتِي الَّذينَ يَعِفّونَ إذا آتاهُمُ اللهُ مِنَ البَلاءِ شَيئاً. قالوا : وأيُّ البَلاءِ ؟ قالَ : العِشق".

٦- الحب الشهواني
حب الرجل وفعل ما يستلزم الحرام من نظر وكلام وما أشبه
قال تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون).
* عن الإمام الصادق (عليه السلام) حين سُئل عن العشق؟ فقال: "قُلوبٌ خَلَت عَن ذِكرِ اللهِ فَأَذاقها اللهُ حُبَّ غَـيرِهِ".
* قال أمير المؤمنين عليه السلام: "العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض".
"العشق جهد عارض، صادف قلبا فارغا".
يقول أمير المؤمنين عليه السلام: "من عشق شيئاً أعشى بصره، وأمرض قلبه، فهو ينظر بعينٍ غير صحيحة، ويسمع بأُذنٍ غير سميعة"
"الهجران عقوبة العشق".
* قال الإمام الباقر عليه السّلام في قَولِهِ: (قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا): "قَد حَجَبَها حُبُّهُ عَنِ النّاسِ فَلا تَعقِلُ غَيرَهُ".

آيات في الحب
- قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
- وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
- يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ
- وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ
- قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
- هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ
- قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

• من هم الذين يحبهم الله؟ 
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٩٥ البقرة﴾
فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴿٧٦ آل عمران﴾
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤ آل عمران﴾
وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿٢٢٢ البقرة﴾
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴿٢٢٢ البقرة﴾

• ومن لا يحبهم الله؟ 
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠ البقرة﴾
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿٢٠٥ البقرة﴾
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴿٢٧٦ البقرة﴾
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴿٣٢ آل عمران﴾
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿٥٧ آل عمران﴾

• الأمور التي تجلب الحب
١- القول الحسن
عنه صلى الله عليه وآله: "قول الرجل للمرأة (إنِّي أحبكِ)، لا يذهب من قلبها أبداً".
٢- الهدية
عن الإمام علي عليه السلام: "الهديَّة تجلب المودَّة".
٣- الكرم
عن الإمام علي عليه السلام: "الجواد محبوب مودود".
٤- حسن الخلق
عن الإمام علي عليه السلام: "حسن الخلق يورث المحبَّة ويؤكِّد المودَّة".

• الأمور التي تديم الحب
١- المصارحة والعتاب
* قال أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: "العتاب حياة المودَّة".
٢- الغيرة (بحدودها)
* عن النبي صلى الله عليه وآله: "كن غيور، فإنَّ الله يحبّ الغيور"
٣- حسن العشرة
* عن الإمام علي عليه السلام:"بحسن العشرة تدوم المودَّة"

• من الأمور التي تفسد الحب
١- كشف العيوب والاستهزاء بها
* عن الإمام علي عليه السلام: "من تتبّْع خفيَّات العيوب حرمه الله مودَّات القلوب".
٢- الغيرة في غير موضعها
* قال أمير المؤمنين عليه السلام: "إياك والتغاير في غير موضع الغيرة، فإنَّ ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى السقم"
٣- سوء الخلق
عن الإمام علي عليه السلام: "من ساء خلقه قلاه مصاحبه ورفيقه"
• من معرفة الحب
* قال الإمام الباقر عليه السلام: "اِعْرفْ المودَّةَ في قَلْبِ أخِيكَ بِمَا لَهُ في قَلْبِكَ".

• درجات الحب
الشغف: قال تعالى -وهو يتحدث عن حب زليخا ليوسف عليه السلام-: (قَد شَغَفَها حُبًّا).
الوجد: وهو الحب الذي ينجم عنه مشقة النفس، وكثرة التفكير في المحب، والحزن الدائم عليه.
العشق: وهو المبالغة في الحب والإفراط به.
الشوق: اشتياق المحبوب الى حبيبه.
الود: وهو يعني خالص الحب وأرقه وألطفه (مع الطاعة)، وتتلازم فيه كل من عاطفة الرحمة والرأفة.

• أصناف الحب
حب للاشخاص والأشياء تبين الآيات الكريمة ذلك:
* قال تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ).
في الآية ذكرت أن حب الشهوات زين للناس وهو على اصناف حب النساء والأولاد والمال وسائر متاع الدنيا من أشياء يحبها الإنسان.

نصيحة الى الشباب
لا حياة لمن لا دين له، الله سبحانه خلقنا وارشدنا الى طريق الصواب كي نسعد في الدنيا قبل الآخرة فعلينا الإلتزام بتعاليمه إذا أردنا السعادة وراحة البال، الاسلام أمر بغض البصر عن النساء لماذا؟! وأن لا يكلم المرأة الاجنبية إلا بمقدار الضرورة لماذا؟! وأن لا يكون بينهما تواصل ما او مزاح لماذا كل هذا؟! لمعرفة الجواب إننا لو نظرنا الى الآثار السلبية التي يخلفها كل ذلك وما تترتب عليه من منكرات ومفاسد يقوم بها الإنسان ويهدم بها حياته وحياة الآخرين فلا أحد بعدئذ يسأل هذا إذا نظر في النتائج والنهاية يعلم مدى حرص ربنا في أن يحافظ على حياتنا وعلى تماسكنا المجتمعي والسلوك بنا الطريق الذي فيه خيرنا وسعادتنا.
فأبتغ الزواج بالطرق السلمية الصحيحة وأبحث عن الحب في مواطنه ومحبه المناسب. 

هذا وصلى الله على محمد واله الطاهرين.


شارك

أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:

1 التعليقات:

 

موقع المحسن الشهيد من 2016; ™ لخدمة محمد وآلِ محمد عليهم السلام وفضح اعدائهم.