سؤال: الأدلّة العقلية والنقلية قائمة على أنّ الإمام القائم مقام رسول الله صلّى الله عليه وآله معصومٌ من الذنب والخطأ والسهو والنسيان، ومن الأدلّة التي يُستند إليها في إثبات ذلك، آية التطهير، ولا شكّ في دلالتها على عصمتهم سلام الله عليهم من المعصية، ولكن هل تدلّ على آية التطهير تدلّ على عصمتهم أيضاً من الخطأ والسهو والنسيان؟ وإذا كان الجواب بنعم فكيف يستدلّ بها على ذلك؟
:الجواب
نعم، إنّ آية التطهير لا تدلّ فقط على عصمتهم سلام الله عليهم من المعصية، بل على عصمتهم أيضاً من الخطأ والسهو والنسيان، بل من كلّ عيب ونقص؛ لشمول كلمة «الرجس» التي أذهبها الله عنهم لكلّ ما لهذه الكلمة من معنى، فإنّ من معانيها ـ كما في كتب اللغة ـ: القذر والنجس ولطخ الشيطان ووسوسته، ومعلوم أنّ الخطأ والسهو والنسيان من الشيطان، كما في قوله تعالى: «وما أنسانيه إلاّ الشيطان» سورة الكهف، الآية: 63، كما يستفاد التطهير من كلّ عيب ونقص بما فيه السهو والنسيان من التأكيد في قوله سبحانه: «ويطهّركم تطهيراً» مضافاً إلى قوله تعالى في حقّ رسوله وشمولها لأوصيائه أيضاً: «سنقرئُك فلا تنسى» سورة الأعلى، الآية: 6. هذا ولا يمكن عقلاً تصوّر الخطأ والسهو والنسيان للنبيّ صلّى الله عليه وآله والأئمّة من أهل بيته؛ لأنّ النبي عليه إبلاغ الرسالة، والأئمّة عليهم حفظها وبقاؤها، وهذا يتنافى مع الخطأ والسهو والنسيان وما أشبه ذلك، وهو واضح.
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله ✍
شارك
أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:
0 التعليقات:
إرسال تعليق