سؤال: ما هي نظرية الإمامة؟
:الجواب
مسألة الإمام والإمامة هي: إنّ الله سبحانه لا يخلي الأرض من حجّة، ولو أخلاها لكان للناس الحجّة على الله من بعد الرسل. وقد دلّ عليها بعد العقل القرآن والسنّة. وإنّ الدليل الذي يقيمونه على ضرورة النبوّة هو بنفسه جارٍ في الإمامة، مع استثناء خصوصيّة النبوة والوحي.
نعم، إنّ الله جلّ وعلا قد خلق الإنسان من أجل هدف نبيل ولم يخلقه عبثاً، وبلوغه لذلك الهدف لا يمكن إلاّ عبر الوحي والواسطة بينه وبين الخالق، وهذا واضح بالوجدان.
قال سبحانه: «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ» سورة المؤمنون: الآية115، وقال عزّ من قائل: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ» سورة الذاريات: الآية56، إلى غيرهما من الآيات.
ولكن أنّى للعباد أن يعبدوا الله، وكيف لهم أن يعرفوا الطريق إلى الله إلاّ بإمام وحجّة من عند الله تعالى، ومن جهة أخرى لابدّ للناس من منهاج عادل وشريعة عادلة ينتظمون تحتها، ويتحاكمون إليها حتى يأخذ الضعيف حقّه من القوي، والمظلوم من الظالم، ولا طريق إلى ذلك سوى بالوحي والشرائع السماوية، وصيانة هذه الشرائع من التحريف لفظاً وتفسيراً، وحكومة وتطبيقاً، لا يمكن إلاّ برعاية الرسول وامتداد الرسول وهو الوصيّ: وما حصل بالنسبة للكتب السماوية السابقة من تحريف عند فقد رسولهم وأوصيائهم من بعدهم خير دليل على ذلك، كما أن صيانة القرآن الحكيم خير دليل على مدى تأثير أوصياء الرسول الكريم في بقائه مصوناً محفوظاً، ثم إن القرآن الحكيم الذي سلم من التحريف اللفظي قد لا يسلم من عبث الذين يفسّرونه بالرأي والهوى والجهل، أو لا يسلم من إبعاده عن دائرة الحكم والقضاء بين الناس، أو لا يسلم من فرض تأويل وتفسير معيّن على سائر التفاسير من غير وجه حق واضح، أو غير ذلك مما يدلّ على لزوم حجّة من عند الله يحفظ القرآن الحكيم من كل ذلك، فلابدّ اذن من حجّة وإمام يكون منصوباً من قبل الله ورسوله، ليكون حجّة على العباد في تفسيره، وقادراً على إمضاء حكمه وتقديمه على حكم الجبت والطاغوت والأحكام الوضعيّة، ولابدّ أن يكون معصوماً عن المعصية والخطأ حتى يمكن الركون إليه، وإلاّ فمع عدم العصمة فإنّ المشكلة تبقى على حالها دون حلّ...
والبحث في ذلك يطول، والأدّلة عليها من العقل والعقلاء والكتاب والسنة القطعية والمسلّمة عند كافّة الفرق عديدة، ويمكن أن يراجع من أجلها المطوّلات.
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله ✍
شارك
أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:
0 التعليقات:
إرسال تعليق