سؤال: جاء في رواية الهجوم على دار الإمام عليّ سلام الله عليه في كتاب سليم بن قيس (...فوثب عليّ سلام الله عليه فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهمّ بقتله، فذكر قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال: «والذي كرّم محمّداً بالنبوّة ـ يا بن صهاك ـ لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إليّ رسول الله صلّى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي»(كتاب سليم بن قيس، ص150)، ونقلها المجلسي في (بحارالانوار، ج28، ص269) كتاب الفتن. والذي يفهم من الرواية المذكورة عدة أمور:
1- أن الإمام علي سلام الله عليه لم يقف دون مقاومة ودفاع عن الزهراء سلام الله عليها.
2- أن الهجوم تم في مرحلتين: الأولى والإمام موجود في الدار والتي بدأ فيها اعتداءهم على نور قدس الله تعالى بضربتين فقط وسرعان ماوثب الإمام لكن الهجوم الثاني على الدار وإحراق البيت كان حال انشغال الإمام بمقاومة الظالمين خارج الدار.
3- هناك التباس يقع فيه كثيرون والمتضح هو أنّ وصية النبي صلّى الله عليه وآله منعت الإمام عن محاربة القوم وسفك دماءهم ولم تمنعه عن مقاومة وضرب المعتدي على فاطمة سلام الله عليها هذا ما حصل بنص الرواية ومضمونها هو الأقرب إلى خلق الإمام وشجاعته. فما هو رأيكم بما ذكرناه؟
:الجواب
الهجوم بحسب بعض الروايات والتواريخ كان في ثلاثة مراحل، وكان الأقسى من الجميع هو عندما كان في الهجوم الثالث عمر بن الخطاب، وكان الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه في المنزل ومشغولاً بجمع القرآن الحكيم جمعاً بتأويله وتفسيره، وفي هذا الثالث وقع ما وقع، إذ السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها أتت تكلّمهم علّهم يخجلون منها وهي الوحيدة من ذريّة نبيهم صلّى الله عليه وآله والمرء يحفظ في ولده وقد أوصى النبي الكريم بها مضافاً إلى ما كان حتى في الجاهلية من الخزي والعار على من يتصدّى لامرأة، فإن من كان يتصدّى لامرأة كان يصاب هو وعشيرته بعار لم يُغسل وخزي لم يذهب، فتصدّت لهم علّهم ينصرفون لكنهم لم يراعوا حتى ما كان الجاهليون يراعونه وفعلوا ما كادت السماوات تنشق منه وتخرّ الجبال هداً.
سماحة المرجع الشيرازي دام ظله ✍
شارك
أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:
0 التعليقات:
إرسال تعليق