الثلاثاء، 7 أبريل 2020

ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر

سؤال: نحن نعتقد بعصمة الأنبياء والأئمة سلام الله عليهم ولكن هناك آية في سورة الفتح تقول: «لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ» سورة الفتح: الآية2، فما هو تفسير ذلك؟

:الجواب
في الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ان المأمون قال للإمام الرضا سلام الله عليه في ضمن أسئلة كثيرة: يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله: «لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ». قال الإمام الرضا سلام الله عليه: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكّة أعظم ذنباً من رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنماً، فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: «أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاّ اخْتِلاقٌ» سورة ص: الآيات 5ـ7، فلما فتح الله عزّ وجلّ على نبيّه مكّة قال له: يا محمد «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ» عند مشركي أهل مكّة بدعائك إياهم إلى توحيد الله فيما تقدّم وما تأخّر، لأن مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقي منهم لا يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعى الناس إليه، فصار ذنبه عندهم مغفوراً بظهوره عليهم»(الاحتجاج: ج2، ص221)

سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

شارك

أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

موقع المحسن الشهيد من 2016; ™ لخدمة محمد وآلِ محمد عليهم السلام وفضح اعدائهم.