الثلاثاء، 31 مارس 2020

ما الهدف من الخلقة ؟

سؤال: ما الهدف من الخلقة، إذا كانت العبادة، فالله عزّ وجلّ غنيٌ عن عبادتنا، أم لإن الله تعالى فيّاض مطلق، وانقطاعه عن ذلك نقصٌ لا يليق به تعالى، ثم ألا يلزم من هذا أن هناك مخلوقات بقدم الباري حتى لا يكون هذا انقطاعاً للفيض، أو يعني ذلك أن هناك عملية خلق وإعادة بقدم الباري جلّ وعلا وأن الآيات التالية قوله تعالى: «إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ»، «كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ»، «يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ» هي مفاد ذلك؟

:الجواب
قال الله تعالى: «إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» سورة هود: الآية119 أي: خلقهم من أجل أن يرحمهم، وهذا صريح في بيان الهدف من خلقة الإنسان، فالعبادة والمعرفة والفياضية ونحوها من مستلزمات الرحمة، وقد ثبت في علم الكلام ان الرحمة المستوجبة لمنح الثواب وإعطاء الأجر، لا يصحّحها إلاّ التكليف، وإلاّ الأمر بالواجبات والنهي عن المحرّمات، ولذلك كلّف الله عباده بتكاليف هي بصالحهم لتكون موجباً لرحمته إيّاهم، ومن هذا وغيره يظهر معنى الآيات الكريمة المذكورة في السؤال مؤيداً بالأحاديث الشريفة (التوحيد ـ الصدوق، ص145، ح12) التي تقول: كان الله ولم يكن معه شيء، فإن الله سبحانه هو الفاعل المختار الذي يختار الوقت المناسب والظروف الملائمة لكل شيء يريد إيجاده وخلقه، مضافاً إلى الروايات التي تقول: إن الله تعالى أراد أن يبيّن لخلقه فضل أشرف خلقه وخاتم أنبيائه محمّد صلى الله عليه وآله وأهل بيته ليكونوا أسوة في الخير وقدوة في الفضائل لعباده، فخلقهم أنواراً قبل أن يخلق الخلق بآلاف السنين التي لا يعلم أنها من سنيّ الدنيا أم الآخرة، ثم خلق الخلق من أجلهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، وإلى هذا المعنى يشير الحديث الشريف القائل: «يا علي لو أحبّك أهل الأرض كمحبّة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار»(بحارالأنوار، ج89، ص346)

سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

شارك

أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

موقع المحسن الشهيد من 2016; ™ لخدمة محمد وآلِ محمد عليهم السلام وفضح اعدائهم.