الثلاثاء، 31 مارس 2020

كيف تفسّرون مفهوم العدل اﻹلهي على ضوء الابتلاءات وصور المعاناة التي يقاسي منها أصحاب الإعاقات الجسدية، من عمى وعرج وغيرها من العاهات التي ترافقهم منذ الولادة؟

السؤال:كيف تفسّرون مفهوم العدل اﻹلهي على ضوء الابتلاءات وصور المعاناة التي يقاسي منها أصحاب الإعاقات الجسدية، من عمى وعرج وغيرها من العاهات التي ترافقهم منذ الولادة؟

:الجواب
جعل الله تعالى الدنيا دار أسباب ومسببات، فإذا كانت اﻷسباب فيها نقص حادث بفعل اﻹنسان ـ غالباً ـ فالنتيجة هي أن تكون المسببات غير متكاملة وناقصة، فإذن: النقص من إعاقة وما أشبه يكون غالباً بفعل اﻹنسان. قال تبارك وتعالى: «ثم أتبع سبباً» سورة الكهف: الآية 89. وورد في الحديث الشريف: «أبى الله أن يجري اﻷمور إلاّ بأسبابها». وكثير من هذه الإعاقات والتشوّهات الخلقية تعود إلى فعل الوالدين، فحتى ننجب جيلاً سليماً معافى يجب علينا أن نتبع النصائح الدينيّة واﻵداب الشرعية في هذا المجال. ويكفيك أن تلقي نظرة على ما ورد من آداب الزواج في كتاب (مكارم اﻷخلاق) الباب الثامن منه. علماً بأن الله تبارك وتعالى قد خفّف في اﻷحكام عن هؤلاء المعاقين بشكل وآخر في الدنيا، وسيجازيهم في اﻵخرة بالثواب والحسنى إن صبروا على ما ابتلوا به. ويدل على ذلك ما جاء في الحديث الشريف: من أن رجلاً قبيح المنظر جاء إلى النبي الكريم وأعلن إسلامه، ثم سأل عما يجب عليه، فذكر له النبي صلى الله عليه وآله: الصلاة والصيام والحجّ والزكاة و... عندها قال الرجل: أشهد يا رسول الله بأني لا آتي مع الواجبات بمستحبّ أبداً. فقال الرسول الكريم كيف تقول ذلك وفي المستحبّات أجر وثواب؟ فقال: لماذا خلقني الله تعالى قبيح المنظر؟ فلم يقل الرسول الكريم في جوابه شيئاً وانتظر نزول الوحي، فنزل ملك الوحي جبرئيل وقال: السلام يخصّك بالسلام، ويقول لك: قل لعبدنا هذا، أما ترضى أن نعوضك في اﻵخرة عن ذلك، فنجعلك بحسن يوسف وجماله؟ فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى الرجل وقال له: يا أخا العرب هذا جبرئيل يقول عن الله تبارك وتعالى لك: أما ترضى أن نعوّضك بحسن يوسف وجماله في الآخرة عوضاً عن ذلك؟ فقال الرجل وقد امتلأ فرحاً ونشاطاً: نعم رضيت، فاشهد يا رسول الله بأني سوف لا أقصّر في اﻹتيان بما أقدر عليه من المستحبّات. نعم هكذا تقتضي عدالة الله أن يعامل عباده

سماحة المرجع الشيرازي دام ظله

شارك

أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

موقع المحسن الشهيد من 2016; ™ لخدمة محمد وآلِ محمد عليهم السلام وفضح اعدائهم.