السبت، 4 يناير 2020

تاريخ حوزة كربلاء المقدسة / من أقدم الحوزات في العالم الشيعي


تاريخ حوزة كربلاء المقدسة:

*برز نجم حوزة كربلاء المقدسة كمعهد علمي للفقه الإمامي في عصر العلامة إبن فهد الحلي رضوان الله عليه مرجع الشيعة الأعلى وزعيم الطائفة آنذاك.
*بالرغم من وجود إشارات واضحة لحركة علمية في كربلاء المقدسة منذ أواخر القرن الثالث الهجري وما بعده بل وفي القرنين الأول والثاني.

• وسنبين أبرز تطورات الحركة العلمية في كربلاء المقدسة حسب القرون من القرن الأول الهجري وإلى القرن الثاني عشر على نحو الإيجاز ثم التفصيل:


*في القرن الأول:

جاء إليها في أيام المختار الثقفي عدة من حملة العلم ورواة الحديث حيث إفتتحت المدارس وعقدت الحلقات العلمية فيها.

في القرن الثاني:
سنة ١٢٢ ھ بدأت تتوافد جموع من العلماء إلى مدينة الإمام الحسين عليه السلام إلى سنة ١٣٦ ھ حيث حكم المنصور العباسي لعنة الله عليه.

وفي سنة ١٤٤ ھ قدم الإمام الصادق عليه السلام إليها وأقام فيها فترة وأعطى فيها دروس وحث شيعته على مجاورة جده الإمام الحسين عليه السلام.

وكان في خلال فترة من حياة الإمام الصادق عليه السلام يسكن فيها أحد أصحابه وعبر عنه بأنه «خطيب مشهد الحسين عليه السلام» وهو محمد بن شهاب بن صالح البارقي المتوفى سنة ١٤٨ ھ.

وفي سنة ١٥٨ ھ قامت أم المهدي العباسي بتمويل الحركة العلمية فيها، وتشجع الموالون على الإقامة فيها .

وفي سنة ١٥٩ ھ كان الإمام الكاظم عليه السلام يقدم إليها ويلتقي بالعلماء والمحدثين في فترة إطلاق سراحه من السجن.

وبعد سنة ١٨٩ ھ أقام فيها الروائي الكبير عثمان عيسى الكوفي الراسي الكلابي العامري وسكنها مع أبنيه وله عدة من المؤلفات.

وفي القرن الثالث: 

في سنة ٢٣٢ - ٢٤٧ ھ برز عدة من العلماء كالعلامة الشيخ محمد بن الحسين بن علي الشيباني الأشتياني


وفي سنة ٢٤٧ ھ سكنها السيد إبراهيم المجاب وأبنه محمد الحائري وقامت السلطات بدعم الحركة العلمية فزارها كبار رجال الحديث والسير وأخذوا في تدريس مسائل الدين والفقه.


وفي القرن الرابع: 

وفي مطلعه أحيى عضد الدولة البويهي حركة العلم فيها.
وقد أزدهرت في عهد البويهيين وأينعت علومها حتى تخرج منها علماء فطاحل وتفوقت في مركزها الديني المرموق.

برز فيها الشيخ محمد بن عباس الغاضري صاحب التفسير وأبوه الشيخ عباس بن عيسى الغاضري حيث بسطا حلقة الدرس والىواية وتخرج على أيديهم عدة من العلماء والمحدثين.

وفي سنة ٣٠٦ ھ برز أبو الحسن علي بن حاتم.

وفي سنة ٣١٠ ھ برز الحسين بن علي بن سفيان وأبو المفضل الشيباني.

وفي القرن الخامس:
وفي مطلعها جاء إليها شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه سنة ٤٤٣ ھ ولبث فيها سنة ثم إنتقل بعدها إلى النجف الأشرف.

وبرز في هذه القرن صاحب المسائل الحائرية الشيخ هاشم بن الياس الحائري رضوان الله عليه المتوفى سنة ٤٩٠ ھ، والشيخ محمد بن علي بن حمزة الطوسي رضوان الله عليه، المكنى بابن حمزة صاحب كتاب الوسيلة.

وفي القرن السادس:
حيث تأسست فيه المدارس العلمية.

وفي القرن السابع:
برز فيه السيد فخار بن معد الحائري الموسوي رضوان الله عليه المتوفى سنة ٦٣٠ ھ، وعز الدين حسين بن نائل المولود سنة ٦٥٦ ھ وغيرهم ممن أنتقلوا إليها لأجل الدراسة وطلب العلم.

وفي القرن الثامن:
في مطلعه كان فيها المدرسة العظيمة وهي مسجد إبن شاهين الذي كان يرتاده عدد هائل من طلبة العلم.

ومن أعلام هذه القرن العالم الفاضل الأديب الشاعر السيد عميد الدين بن عبد المطلب بن السيد مجد الدين أبي الفوارس من سلالة الحسين الأصغر إبن الإمام زين العابدين عليه السلام، والشيخ عز الدين أبي محمد الأسدي، والشيخ علي إبن الخازن الحائري، و السيد الحسين بن سعد الله الحسيني العبدلي، والشيخ إبن دريد الحائري، والسيد جلال الدين بن عبد الحميد بن فخار الموسوي، والشيخ علي بن الحسن الحائري، وغيرهم كثير.

وفي القرن التاسع:
وفي منتصفه جاء إليها العلامة إبن فهد الحلي رضوان الله عليه المتوفى سنة ٨٤١ ھ.

وبرز فيها الشيخ إبراهيم الكفعمي المتوفى سنة ٩٠٠ ھ.

وفي القرن العاشر:
برز فيه السيد حسين بن مساعد الموسوي المتوفى سنة ٩١٠ ھ.

وفي القرن الثاني عشر:
وصلت الحركة العلمية في كربلاء المقدسة إلى حد لم يسبق له مثيل، فكانت في هذا العصر محوراً للدراسات ومنتجعاً لرواد العلم، وقصدها العلماء من مختلف الأقطار، فتعهدوا الحركة العلمية.

وبرز أحد أجلة العلماء الذي كانت له الزعامة الدينية في كربلاء المقدسة وهو السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله الحائري رضوان الله عليه -المتولد سنة ١١٠٩ ھ- الذي كان له مجلس درس في الحضرة الحسينية المطهرة ويحضره طائفة كبيرة من أفاضل أهل العلم.

فظهر بعده المحقق الشهير مجدد المذهب الأمامي في القرن الثالث عشر الهجري الوحيد البهبهاني رضوان الله عليه حيث إستقر في كربلاء المقدسة ونشر العلم هناك بعد سنة ١١٦٠ ھ، حيث إنقادت له المرجعية العامة حتى وفاته سنة ١٣٠٥ ھ.


وفي زمن الوحيد برز أحد الجهابذة أيضاً في كربلاء المقدسة وهو صاحب الحدائق الشيخ يوسف البحراني رضوان الله عليه حيث إزدهرت الحركة العلمية نشاطاً ونضجاً بسببه وبسبب الوحيد حيث تربى على يديهما كبار جهابذة فقهائنا رضوان الله عليهم.

• أما على نحو التفصيل:

* برز كبار العلماء في حوزة كربلاء المقدسة أمثال صاحب المسائل الحائرية الشيخ هاشم بن الياس الحائري رضوان الله عليه المتوفى سنة ٤٩٠ ھ، والشيخ محمد بن حمزة الطوسي رضوان الله عليه.

*وأيضاً لها بروز في مطلع «القرن الثامن الهجري، كمرحلة شهدت إزدهار الحركة العلمية في كربلاء المقدسة، «فقد أشار ابن بطوطة في رحلته إلى كربلاء المقدسة سنة ٧٣٧ ھ إلى وجود مدرسة كبيرة إلى جانب الضريح المقدس للإمام الحسين عليه السلام».

*وهذا يعني أن هناك حركة علمية رائجة ذلك الحين.
وفي «أعتاب القرن التاسع الهجري إنتقلت المرجعية العامة إلى الفقيه المشهور العلامة الشيخ أحمد بن فهد الأسدي الحلي رضوان الله عليه المتولد سنة ٧٥٦ ھ والمتوفى سنة ٨٤١ ھ».

*«ومع حلول القرن الثاني عشر الهجري برز أحد أجلة العلماء الذي كانت له الزعامة الدينية في كربلاء المقدسة وهو السيد أبو الفتح عز الدين نصر الله الحائري رضوان الله عليه -المتولد سنة ١١٠٩ ھ- الذي كان له مجلس درس في الحضرة الحسينية المطهرة ويحضره طائفة كبيرة من أفاضل أهل العلم».

*فظهر بعده المحقق الشهير مجدد المذهب الأمامي في القرن الثالث عشر الهجري الوحيد البهبهاني رضوان الله عليه حيث إستقر في كربلاء المقدسة ونشر العلم هناك بعد سنة ١١٦٠ ھ، حيث إنقادت له المرجعية العامة حتى وفاته سنة ١٣٠٥ ھ.

*وفي زمن الوحيد برز أحد الجهابذة أيضاً في كربلاء المقدسة وهو صاحب الحدائق الشيخ يوسف البحراني رضوان الله عليه حيث إزدهرت الحركة العلمية نشاطاً ونضجاً بسببه وبسبب الوحيد حيث تربى على يديهما كبار جهابذة فقهائنا رضوان الله عليهم.

*ومن تلامذة الوحيد أبنُ أخته صاحب الرياض وهو السيد علي الطباطبائي رضوان الله عليه -المتوفى سنة ١٢٣١ ﻫ- حيث عاش بعد الوحيد ٢٦ عام يمارس دوره العلمي في مدينة كربلاء المقدسة.

*ومن كبار علمائها صاحب الضوابط وهو السيد إبراهيم القزويني رضوان الله عليه المتوفى ١٢٦٤ ھ.

*وبعد ذلك برز نجل صاحب الرياض وسبط الوحيد وهو المعروف بالسيد محمد المجاهد رضوان الله عليه - المتوفى سنة ١٢٤٢ ھ - حيث كان في كربلاء المقدسة مسقط رأسه إلى أن وقعة حملة الوهابيين فهاجر إلى أصفهان وعاد لكربلاء المقدسة سنة ١٢٣٢ ھ وأصبح مرجعاً عامة فيها.

*ومن العلماء البارزين في كربلاء المقدسة آنذاك المعروف بشريف العلماء رضوان الله عليه - المتوفى سنة ١٢٤٥ ھ - الذي كان من تلامذة صاحب الرياض وهو كان أستاذاً للشيخ الأعظم الأنصاري رضوان الله عليه حيث تربى على يده ونهل العلوم منه.

*وبرز أحد تلامذة صاحب الرياض أيضاً وهو الشيخ خلف بن الحاج عسكر الزوبعي الحائري رضوان الله عليه - المتوفى سنة ١٢٤٦ ھ - الذي كان من أجلة المدرسين حيث تخرج على يده كثير من أهل العام والفضل.

*وظهرت مرجعية صاحب ثورة العشرين الميرزا محمد تقي الشيرازي رضوان الله عليه في كربلاء المقدسة - المتوفى سنة ١٣٣٨ ھ.

*وبعد صاحب ثورة العشرين برز عدة من العلماء الأفذاذ منهم السيد عبد الحسين الحجة الطباطبائي رضوان الله عليه المتوفى سنة ١٣٦٣ ھ ، والسيد حسين القزويني رضوان الله عليه - وهو من أحفاد صاحب الضوابط- المتوفى سنة ١٣٦٧ ھ ، والسيد ميرزا هادي الخراساني المتوفى سنة ١٣٦٨ ھ ، والسيد ميرزا مهدي الشيرازي رضوان الله عليه المتوفى سنة ١٣٨٠ ھ ، والسيد محمد حسن القزويني رضوان الله عليه المتوفى سنة ١٣٨٠ ھ.

*وبعد مرجعية السيد ميرزا مهدي الشيرازي رضوان الله عليه تولى المرجعية في كربلاء المقدسة نجله سلطان المؤلفين المجدد السيد محمد الشيرازي رضوان الله عليه المتوفى سنة ١٤٢٢ھ .

_____
المصادر:
- أضواء على مدينة الإمام الحسين عليه السلام /الحركة العلمية في الحائر ج ١.
- تاريخ الحركة العلمية في كربلاء.
كربلاء في الذاكرة.
- وغيرها من الكتب التي تناولت تاريخ حوزة كربلاء المقدسة العريقة.

شارك

أدعم هذهِ المشاركة بنشرها وأرسالها عبر التالي:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

موقع المحسن الشهيد من 2016; ™ لخدمة محمد وآلِ محمد عليهم السلام وفضح اعدائهم.

Templateism